نموذج البحث
بيانات مميزة
قواعد التهنئة في العصر الرقمي

مهند حبيب السماوي

يعد مجال الاتصال والتواصل، بمفهومه العام، من اهم المساحات التي أحدث، العصر الرقمي فيها، تغييرات هائلة وطفرات كبيرة على نحو أصبح بينها وبين صيغها واشكالها القديمة بونا واسعا.

فالتواصل Communication والاتصال Contact وكل ما يتعلق بمجالهما ومساحة عملهما، قد شهدت ثورة حقيقية نتج عنها خلق فضاء لامحدود من خيارات التفاعل الانساني، وتشكلت، بموجبها، منظومة جديدة وانساق كثيرة للتواصل البشري، بالإضافة الى التحديات والمشاكل التي انبثقت بسبب هذه التغييرات.

تطبيقات التراسل الفوري المختلفة من جهة، ومواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة من جهة ثانية، تعتبر أهم تجسيد واضح على ماهية الاتصال الحديث وكيفية تبدل جوهره وطرقه واساليبه، حيث امست الرسائل والمعلومات والاخبار تصل للآخر، من خلال هذه الوسائل، بصورة فورية وبسرعة، بصيغ تقنية متعددة، متجاوزة حدودها وخرائطها القديمة التي كانت تعمل بموجبها في العقود الماضية.

 ولأننا لا نختلف على أهمية تنظيم سلوكيات الانسان، وبما ان تعامل الأخير مع هذه التطبيقات والمواقع أصبح جزءا من روتينه اليومي، لذ لا بأس بوضع بعض القواعد لتنظيم سلوكياته وهو يستخدم هذه التطبيقات خصوصا في أيام المناسبات والاعياد.

فيما يلي ادناه، اهم القواعد التي ينبغي الاطلاع عليها، في الأيام التي تتطلب من الانسان ارسال تهنئة في المناسبات الرسمية العامة:

 اولا:

من يرسل لك صورة للتهنئة، فالجواب له، بالحد الأدنى، يكون من خلال صورة ايضاً.

 ثانيا:

من يبعث لك نص مكتوب للتهنئة، فالرد عليه بنص مكتوب ايضاً.

 ثالثا:

من يضع اسمك في التهنئة، لابد ان تضع، في الرد عليه، اسمه ايضا في التهنئة، لأنها مكتوبة بصورة خاصة لك، فالجواب يكون بنفس الطريقة.

 رابعا:

ضرورة الانتباه وفحص الصور التي يتم ارساله للآخرين، اذ قد يحدث فيها خلط بين عيد الفطر وعيد الاضحى، او قد يوجد فيها اسم شخص معين مكتوب في داخل الصورة.

 خامسا:

عدم ارسال التهنئة بطريقة الـ ” forward ” لأنها غير مناسبة بحق من تُرسل له.

سادسا:

لا تنتظر الرد الفوري من الشخص الذي ارسلت له التهنئة، وذلك بسبب كثرة الرسائل التي تصل لبعضهم والتي تمنعه من الاجابة الفورية.

 سابعا:

لا تحاول ارسال التهنئة لنفس الشخص في تطبيقات التراسل المختلفة، الا إذا كانت بينكما علاقة من نوع خاص جدا.

ثامنا:

لا ينبغي ان تعلّق على منشور التهنئة في احدى منصات التواصل الاجتماعي لصديق ما، وتتركها ولا تفعل ذلك امام منشور صديق اخر يعرف الاول، اذ حينما يراها الصديق الثاني، فقد يشعر بعدم الراحة وسيقارن بين السلوكين.

تاسعا:

الرد على التهنئة التي تصل عبر تطبيقات التراسل الفوري، كالواتساب والتيليغرام وغيرها، واجب اخلاقي ومن المعيب عدم الرد عليه مهما زعم الشخص انشغاله، بينما التعليق والرد على منشورات التهنئة في مواقع التواصل، فيسبوك وانستغرام واكس وغيرها، غير واجبة لأنها ليست خاصة.

 عاشرا:

ليس من المفترض كتابة تهنئة في كل المجموعات الرقمية التي نشترك بها، وانما يجب ذلك في المجموعات الخاصة المحدودة التي تعلق وتشارك فيها بالحوارات ويفتقدون وجودك في حالة عدم الكتابة.

 حادي عشر:

ضرورة الانتباه لوقت التهنئة، اذ لا يعني وجود شخص معك في تطبيقات التراسل، انه يمكن ان ترسل له التهنئة في اي وقت!

 الثاني عشر:

مراعاة الاختلافات الثقافية أو الدينية في توقيت ارسال التهنئة وكيفية التعبير عنها.

 الثالث عشر:

كلما كانت هنالك عبارات وكلمات خاصة وتمس المشاعر للشخص المرسل اليه، كلما كانت الرسالة أكثر حميمية وتدفقا في فيض احاسيسها، خصوصا في عالم تقني رقمي بارد جرّد الجميع من مشاعره وعواطفه الكامنة.

 الرابع عشر:

ضرورة عدم التأخير في ارسال التهنئة عبر تطبيقات التراسل، اذ ان وصولها لشخص ما، بعد يومين او ثلاثة من المناسبة دليل على عدم اهتمامك به او نسيانه!

 الخامس عشر:

تجنّب الرسائل الطويلة التي يستغرق فيها المستلم وقتا طويلا من اجل قرائتها في هاتفه عبر تطبيقات التراسل.

 ان الكتابة عن هذه القواعد وتوضيحها ليست ترفاً ورفاهية او مجرد رؤى نظرية غير قابلة للتطبيق، لان التواصل، من خلال هذه التطبيقات، يكاد يكون اول سلوك يقوم بها ملايين البشر بعد ان ينهضوا من فراشهم، وربما قبل ذلك في فراشهم، كما ان الانسان يستخدم هذه التطبيقات، خلال ساعات يومه، في الاعمال والمراسلات الشخصية وغيرها، ولذا من الضروري ان يُدرك الانسان الذي يعيش مع هذه التطبيقات وتعيش معه، على الأقل، الطرق المثلى للتعامل معها من اجل بناء بيئة رقمية آمنة وسليمة ومستقرة.

مهند حبيب السماوي

باحث دكتوراه فلسفة

 

شارك المقالة