اكد مركز الإعلام الرقمي DMC وجود زيادة واضحة في نشاط الحسابات التي تهدف إلى نشر الفرقة والكراهية والتعصب الطائفي بين الأفراد في العراق, على منصة إكس .
وأوضح المركز أنّ تزايد أعداد هذه الحسابات التي تزرع بذور الطائفية قد جاء بالتزامن مع دخول شهر محرم الحرام وبدء مراسيم التعزية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
وأوضح المشرف العام على مركز الإعلام الرقمي DMC، مهند حبيب السماوي، أن هنالك تفاقماً واضحاً ومطّرداً في أعداد الحسابات التي تسعى لإثارة العنف الرمزي والنعرات الطائفية، وتأجيج المشاعر العدائية، واستقطاب المتابعين من خلال منشورات حادة، بصيغها وأشكالها المتعددة من “ميمز” أو مقاطع مركبة ومزيفة، وذلك على المنصات الرقمية، خصوصاً منصة إكس .
وبين السماوي أنّ هذه الحسابات تعمل باستراتيجيات معينة وخطط واضحة، ترتكز على السعي لاستفزاز الآخرين بمنشورات تتضمن وقاحة واستهزاءً وسخرية بمعتقداتهم، من أجل إثارتهم وجرّهم للتفاعل معها، والرد عليها والتعليق، ما ينتج عنه زيادة في التفاعل مع المنشور ووصوله إلى أشخاص آخرين لا يتابعون الحساب المسيء بالأصل.
وأضاف السماوي، في معرض تحليله هذه الظاهرة، أنّ خوارزميات المنصات، خصوصاً منصة إكس، قد تبنّت منهجية جديدة في الأعوام الأخيرة تسمح لمحتوى معين بالظهور لدى آلاف المستخدمين الآخرين، حتى لو لم يكونوا متابعين لحساب صاحب هذا المحتوى عبر قسم “for you ” الذي يبحث فيه غالبية المستخدمين عن المنشورات بدلاً من الحسابات التي يتابعونها، ما يعني أنّ المنشورات الطائفية تصل للعديد من المستخدمين، بغض النظر عن متابعاتهم.
وأشار السماوي إلى ان هذه الحسابات تنشر محتوى حساساً تستغل به المناسبات الدينية، فتسوّق للأخبار الكاذبة وتروّج للشائعات، وتسيء للضمير الديني، بطريقة التنمر والإهانة المباشرة، فتقسم المجتمع وتحرض على العنف والانقسام وزرع الفتن، وبالتالي تخلق بيئة سامة مليئة بالتعصب والكراهية ينعدم فيها التسامح وقبول الآخر، وتتلاشى الأساليب المحترمة للحوارات والنقاشات.
واستطرد السماوي، إنّ هنالك ثلاثة أنواع من الحسابات التي تمارس الطائفية بشكلها المسيء: الأولى حسابات يتواجد أصحابها في خارج العراق، وهم شخصيات معروفة يحتمون بالدول التي يقيمون فيها، وهي تسمح لهم بالإساءة لمعتقدات الآخرين دون محاسبة، والثانية موجودة في داخل العراق ولكنها تكتب تحت أسماء وهمية أو مستعارة لنساء أو غيرها، وهي لها أجندات طائفية وتعيش في أدران الأحقاد وحضيض الكراهية ومستنقع التعصب، والثالثة حسابات وهمية أيضاً ولكن تقف وراءها دول معادية للعراق، كإسرائيل مثلاً، تعمل من أجل دق أسفين الفرقة وإشاعة التعصب بين أبناء الشعب العراقي وبين العراق والعرب.
وأشار السماوي إلى أنّ هذه الحسابات تستغلّ التسامح الموجود في هذه المنصة الذي ظهر بشكل فجّ بعد استيلاء ايلون ماسك عليها، وحساسية الموضوع الذي يسهل من خلاله استفزاز الآخرين، فضلاً عن اختبائهم تحت أقنعة الحسابات الوهمية والأسماء المستعارة.
إلى ذلك، يشدد السماوي على ضرورة مواجهة هذه الحسابات الطائفية بسلسلة من الإجراءات ومجموعة من الخطوات منعاً لرواجها ووصولها لأعداد أخرى من المستخدمين، وكما يلي:
أولاً: تجنب التفاعل معها وقراءتها حال مشاهدتها.
ثانياً: الإبلاغ عن المحتوى المسيء أو التحريضي، من أجل اتخاذ المنصات الإجراءات اللازمة بحقها.
ثالثاً: حظر الحسابات المروجة للفتنة حالما تظهر أمام المستخدم, وعدم الاكتفاء بإلغاء المتابعة.
رابعاً: التوعية والتثقيف بخطورتها من أجل عدم التعامل مع هذه الحسابات والتفاعل مع منشوراتها في المستقبل.
وفي النهاية يدعو مركز الإعلام الرقمي DMC جميع منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً اكس، إلى اتخاذ إجراءات صارمة وفورية لإزالة الحسابات الطائفية من منصاتها، وتنفيذ سياسات أكثر صرامة لمنع انتشار المحتوى الطائفي.